النسخة الحالية للمعرض الدولي للكتاب الذي جرى نقله منذ سنوات من الدار البيضاء إلى الرباط، كان من الممكن أن تمر بدون أن تحظى بأي اهتمام، لولا الإغماءات التي تسبب فيها حفل توقيع للروائي السعودي أسامة المسلم.
أمواج من الشبان المغاربة تقاطروا على المعرض يوم السبت الماضي من مختلف المدن لحضور الحفل، والظفر بتوقيع للكاتب الذي يلقب نفسه بـ”أشهر كاتب غير معروف”.
في المغرب، كان الحديث دائما عن انحدار في نسب القراءة، وانتشار الكتب. وكان الحكم الجاهز هو أن فئة الشباب منشغلة بمنصات التواصل الاجتماعي ومقاطع التفاهة والتافهين، إلى أن جاء حفل أسامة المسلم في المعرض، فكانت المفاجأة.
الأفواج التي حضرت للحفل خلقت المفاجأة، وأظهرت أن هذه الفئة تقرأ، لكن الكتاب المغاربة لا يقدمون لها ما تبحث عنه. بالنسبة لكثير من المتتبعين، هناك بون شاسع بين النخبة المثقفة وبين الجيل الجديد.
وحده الكاتب السعودي أسامة المسلم غطى الفجوة، وتمكن من استعياب ما يرغب فيه الجيل الجديد من خلال كتابات روائية تركز على الفنتازيا، نوع أدبي ناجح في البلدان الغربية، ويركز على قصص تمزج بين السحر والشعوذة والجن والأحداث المتخيلة.
السلطات الأمنية اضطرت لتوقيف حفل التوقيع، بينما وعد وزير الثقافة، المهدي بنسعيد، الكاتب السعودي بتنظيم لقاءات مع الجمهور في عدد من المدن في عطلة الصيف.
