فاطمة الكنوني فطنة خبرة توالت تحط رحالها بفاس

فايس بريس27 مايو 2024آخر تحديث :
فاطمة الكنوني فطنة خبرة توالت تحط رحالها بفاس

اعداد: عمر عطار

 

في عزم الأمور يثار تسلط الآراء والمطالبات، ناشدين روح العزم في تفشي اللغط، فيكثر قيل وقال عن من سيمثل لمواجهة تضاد الأحوال، وفي  فاس كان نداء تداول صدى حاجة ماسة لتدبير نعمة مائه، وسيرورة تتماشى مع ما للمدينة وما عليها، لساكنة لطالما التمست رجاء الحلول، لتشفي بصيص رضاها تواسيا مع مقدرة عيشها، للتساير مع ماتطرحه الظروف من مشاكل لإرشاد استعمال مورد مهم لنجاتها، وكما جعل من الماء كل شيء حيا، أمست مهمة تسيير هذا القطاع شيئا بارزا  وجب توجيهه بتدبير ممنظم يتآلف مع ثقة أهل فاس بناسها، فيقال “الناس للناس” ولكن ما سبق من خبرة وضعت المجتمع في حيرة شك، مزلزلة ثقتها بمسؤولين انتخبوا لشرف القيادة لا لمهانة الدنائة.

رياح تجديد

فتوسم الخير في شخص يعيد ارتسامة اليقين لمحيا عموم المدينة مجددا، عاقدين لإرساء وبناء توجيه حقيقي نحو هدف نموذجي، لترميم أواصر الثقة بين المسؤولين وناس فاس من جديد، وكان في السيدة فاطمة الكنوني جليل المراد، فبتقلدها نصاب قطاع الماء والكهرباء في مدينة فاس، تردد صدى التعقلن في أركان العاصمة العلمية، وفي آذان القلوب الغيورة على المدينة، أن ودية المسؤولين وعزمهم في بدأ صفحة بيضاء مع الساكنة يوضح الجهود المبذولة في تعويضهم عن ما فات, وإشراكهم في محادثة تبادلية تبلورت حول شفافية إسهامات الطرفين، والعمل على النهوض باحتياجات السكان وتلبية القائمة التفقدية التي سطرتها وزارة الداخلية لجدولة وتحقيق أهدافها المشتركة.

 

بداية جديدة

فبعد أخذ ورد في الجدل الذي وصم وكالة الماء والكهرباء والتطهير “رضيف” بفاس إثر التهم التي لاحقت لحسن أبكير المدير السابق إثر التباسه في قضايا ارتشاء، لزم الحال على المصالح الرسمية في أن تحذو حذو توجه مغاير، يخططه نسق فريد لما هو قادم من تحديات، وفي تجديد دماء ثقة المجتمع الفاسي بخدمات الوكالة كان في قرار تعيين فاطمة الكنوني تنفسا للصعداء، راسما سياقا مصيرا لنظرة تغيير جذرية وبعمل بوقع جدي، فوقع الاختيار على الخنيفيرية الأصل لتقلد منصب المديرة العامة للوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء في صبيحة ال 13 من دجنبر 2021 مع تنويه للمسيرة المشرفة للسيدة فاطمة بمهامها السابقة، حاكيا عن قيمتها المميزة وعلو كعبها في شرف التسيير وحس المسؤولية الكبير الذي تتملكه، وفي نبذة عن مسار عظيم طبع خلاصة صفاتها القيادية، فلدى السيدة كنوني خبرة فعالة تراكمت لتجعل منها أخير نسب لتولي نصاب المهمة الملائمة لشخصيتها الفذة، ففي ربيعها ال 53 جمعت فاطمة الكنوني كما هائلا من التجارب القيمة التي تضعها في أهب المسؤولية، فمنذ تخرجها من المدرسة المحمدية بالرباط  سنة 1996 كمهندسة دولة في شعبة هندسة المياه وهي دؤوبة على الامتياز تلو الأخر فبعد سنتين من تخرجها التحقت بالوكالة المستقلة المتعددة الخدمات بمدينة أكادير كرئيسة مكتب الدراسات والتطهير ثم رئيسة لمصلحة الدراسات والبرمجة والتطهير سنتين بعدها، ورئيسة لمصلحة أشغال البنية التحتية للتطهير في سنة 2006، ومندوبة للمؤسسة بعمالة انزكان أيت ملول سنة 2009، وتلاها تنصيبها كمديرة عاملة للوكالة المستقلة للتثليج بالدار البيضاء، وأخيرا وليس آخرا مديرة لوكالة الماء والكهرباء والتطهير بالشاوية، فبسجل مبهر يأكد أحقية تقلدها لهذا المنصب، جاعلة الخبر كوهج أمل

أشع صدر الرأي العام المواكب لهذا الصدد.

 

تحديات تلوح في الأفق

صخب أشعل فتيل نقاش حاد أيقظ الوسط الحضري لفاس، من رسالات مناجاة للساكنة، منادينهم لحشد رأيهم في صوت مشترك تجاه صوب واحد، ألا وهو الاستفسار عن حالة الانحراف الذي تشبث بالتسيير الاداري في الولاية السابقة للوكالة، جاعلا منه أول تحد تأخذه السيدة كنوني على عاتقها في منحاها الجديد مع الوكالة, مزامنة مع أزمة الجفاف التي جعلت المملكة داقعة لمخاطر ضاربة بهناء عيش مواطنيها، خاصة بمدنها الكبرى على رأسها فاس التي تشكل ثاني المدن تخمة من ناحية التعداد السكاني، خالقة تحديا ملحميا للوكالة والسيدة فاطمة كنوني على قمة هرمها الإداري، واضعا إياها وذكائها قيد اختبار فعلي، وفي حتمية الإيبان بالمرصاد فلقد أثبت مرونتها في التصدي لصعوبات الظاهرة الضاربة بجل الأوساط الحضرية بالمغرب، جاعلة من خطتها لمواجهة المشاكل المترصدة بالمدينة مثالا يحتذى به، ويأخذ بعين الاعتبار في خطط فعالة لمجابهة تداعيات أزمة الجفاف بترشيد معقلن و تدابير منطقية في انصهار ترابطي لجهودات كل من الأطراف المتأثرة بخطر جفاف ونقص المياه الصالحة للشرب والاستعمال.

ولاية يضرب بها المثل ايجابا

 في سهرها للسنة الثالثة على التوالي في خدمة المصلحة العامة لمدينة فاس متوسمة مشاكلها وما يأرق بال ساكنتها، في مهمة جعلت منها سيدة ذو مقام وعز في أعين نظرائها وأطر وإداريي الوكالة على نحو خاص، والأقطاب الصحافية بسائر المعمور في الوسط الفاسي، مستقطبة امتنانا وعرفانا لجميل ظل ولا زالت في أمس أمس حاجة له، ولكل البوادر المبذولة من تقريب الساكنة لمنظور الورش المقامة كردة فعل استباقية في وجه الأزمات الضاربة بالمدينة حضرية كانت أو لوجيستيكية، على سبيل العبرة في مسعاها في مبادرة “لاراضيف وكالة مواطنة من وإلى مواطن”  الهادفة للتحسين المستمر للتقارب المتبادل بين الوكالة وزبنائها وكذا في مراقبة جاهزية شبكات التطهير وتسهيل عملية صرف مياه الأمطار، وتحت قيادتها أصبحت الوكالة مؤهلة لتلقي شكايات الزبناء في سرعة فعل وردة فعل، وكذا تيسير التواصل القائم بين الأطراف لمعالجة جميع مشاكلهم في أقرب فرصة ممكنة.

وتحت جهود السيدة كنوني رصدت الوكالة ميزانية سنوية تقارب ال 12 مليون درهم، إلى جانب 80 مليون درهم أخرى موجهة توجيها كاملا لإعادة تأهيل قنوات التجميع الرئيسية وكذا نقط تصريف مياه الأمطار بالنقط السوداء المتناثرة في مناطق السير العام.

 وتحت إشرافها أصبحت لاراضيف ماكينة فعالة في كشف النقاب عن التسريبات المائية وإصلاحها في إطار مبرمج لتحديد وإصلاح وتقنين والحد من ضياع الماء الصالح للشرب، حيث سجلت الوكالة رقما إنجازا قياسيا في ما يخص أمر هذه التسريبات باكتشافها عن ما يعادل ال 8493 تسربا مائيا، ممكنا من الحفاظ على ما يعادل ال 6 ملايين متر مكعب من الماء الشروب خلال ما فات من فترتها الإدارية، فبفضل الظروف السانحة والخبرات الرشيدة للهرم القيادي تحت تصرف السيدة فاطمة كنوني، معتمدة على 18 فرقة متسلحة بأحدث التقنيات المساعدة في الكشف عن هذه التخبطات، بمرجوع يساهم في الحفاظ على الموروثية المائية في جل مقاطعات مدينة فاس.

فلعل قرار تعيين فاطمة الكنوني مديرة للراضيف كان ضربة حظ ذات أهمية بالغة، ورؤية رسمت ورش طوارئ للتصدي لكبريات المشاكل التي تواجهها فاس والجهة بأكملها، مسخرة بذلك كامل خبراتها لمواجهة عويص المخاطر أبرزها على الخصوص النفايات السائلة الناتجة عن إنتاج زيت الزيتون أو اصطلاحا “المرج” التي تجد طريقها لوادي سبو المنبع الوحيد الذي تروى به الجهة كلها، فالتخطيط المسبق الذي كان من مقترحات السيد كنوني منذ مطلع ولايتها، أثبت فاعليته التامة في تدارك المشكل وتحسين جودة المصدر المائي الوحيد لقاطني فاس ونواحيها من جهات وعمالات.

فإذا كان هناك أي تطور لحالة واد سبو فالفضل كل الفضل لمديرة الوكالة، آخذة بالأسباب لتشرع في مقاومة جريئة لهذا الخطر الذي يدق كناقوس تحذير للأطر الساهرة على خدمة المتضررين، فتم العمل على رزنامة مشاريع متعددة تحت إمرة فطنة السيدة فاطمة ومن ضمنها إنجاز 7 محطات معالجة و 28 حوض تبخير على مساحة 100 بكل من عمالات فاس، صفرو، مولاي يعقوب وكذا في تاونات بفائدة مضافة لقاطنيها والجهاز الاداري للاراضيف على حد سواء حيث سيتم  تجميع ونقل جميع المخلفات مجانا في أول عاماين من عمل هذه المحطات.

هذه الجهود لا تقف عند هذا الحد فقط بل تتعداها في إطار تلاحم مجيب للتحدي، كتخصيص غلاف مالي مهم يصل لل 43 مليون درهم لإنشاء محطات معالجة لمادة المرج بمختلف الجماعات كذلك، مع تشجيع ممنهج في حلته بخلق مناصب شغل مكملة للنسق الموجب التي أضفته السيدة فاطمة، ضاربة عصفورين بحجر حظ واحد لساكنة جهة فاس مكناس.

أصبحت فاطمة الكنوني بين ليلة وضحاها بمقداميتها بطلة في عين البعض، وملاكا حارسا للمعظم، غير منفكة، آخذة باهتمامها بفاس لمنحى لا يكل ولا يمل، وجليل في تمامه، سامية في غيرتها، عطوفة بساكنتها، وناسها في جمع الذكرى يقال عنها “هي التي التفتنا لها في دمس الظلام”

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة