شهد ملف الصحراء المغربية تطورات كبيرة خلال السنوات الأربع الأخيرة، حيث تمكن المغرب من تعزيز مكاسبه على المستويين الميداني والدبلوماسي، خاصة منذ عملية الكركرات في نوفمبر 2020، والتي شكلت نقطة تحول في التعامل مع تهديدات مرتزقة البوليساريو.
وحسب صحيفة “إلانديبديينتي” الإسبانية، تلقت جبهة البوليساريو ضربات موجعة، أدت إلى مقتل العشرات من عناصرها، بينهم مقاتلون من جنسيات مختلفة، ونزوح المئات من أتباعها نحو مخيمات تندوف في الجزائر. ورغم محاولات الجبهة تكثيف هجماتها باستخدام المدفعية في المنطقة العازلة، إلا أن الرد المغربي بالطائرات المسيرة أثبت فعاليته، مما أدى إلى تدمير مواقع رئيسية وتقليص نفوذ الجبهة.
وأضافت الصحيفة أن الهجمات الجوية المغربية قللت من حركة مرتزقة البوليساريو بشكل كبير، وجعلت من الصعب عليهم الحفاظ على مواقعهم أو شن هجمات جديدة. وتسببت هذه الاستراتيجية العسكرية في تضييق الخناق على الجبهة بشكل غير مسبوق، مما يشير إلى قرب فرض السيطرة المغربية الكاملة على المنطقة العازلة.
وعلى المستوى الدولي، عزز المغرب موقفه في ملف الصحراء، حيث حصل على دعم عدد من الدول المؤثرة لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها منذ 2007. وتأتي هذه التحولات بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، بالإضافة إلى الدعم المعلن من قبل إسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، مما يعكس تغيرًا ملحوظًا في مواقف المجتمع الدولي.
وأكد السفير الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن الوضع في الصحراء يتسم بالاستقرار، مشيرا إلى أن الهجمات التي تقوم بها البوليساريو تبقى معزولة وغير كافية لتوصيفها كحرب.
وأشار تقرير الصحيفة الإسبانية إلى أن استخدام المغرب للطائرات المسيرة كان عنصرًا حاسمًا في التصدي لتحركات مرتزقة البوليساريو. وتبرز هذه العمليات كجزء من استراتيجية عسكرية متكاملة، شملت تأمين معبر الكركرات بشكل نهائي، وتعزيز السيطرة في المنطقة العازلة، مما قلل من فعالية الجبهة الانفصالية بشكل كبير.