تشهد مدينة فاس في الآونة الأخيرة سلسلة من الأحداث السياسية المتسارعة التي هزت أركان المشهد المحلي، وكشفت عن صراعات خفية وتصدعات عميقة داخل الأحزاب والتحالفات.
استقالات جماعية في صفوف شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار:
أثارت الاستقالات الجماعية التي قدمها عدد من أعضاء شبيبة حزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة فاس جدلاً واسعاً، حيث عبر المستقيلون عن استيائهم الشديد من “غياب التواصل” من طرف المنسقين الإقليميين، و”عدم وفاء الحزب بوعوده“، وخاصة فيما يتعلق بـ “قفة رمضان“. وقد اعتبر مراقبون هذه الاستقالات بمثابة “زلزال” داخل الحزب، وتأكيد على وجود “خلافات عميقة” بين القيادات الشابة والمسؤولين المحليين.
انهيار تحالف الرباعي:
شهدت مدينة فاس أيضاً انهيار “تحالف الرباعي” الذي كان يضم أربعة أحزاب سياسية، وذلك بعد خلافات حادة حول تسيير الشأن المحلي. وقد أثار هذا الانهيار تساؤلات حول مستقبل التحالفات السياسية في المدينة، وقدرتها على الصمود أمام التحديات.
نائب عمدة فاس يفجر مفاجآت:
وفي تطور آخر، فجر نائب عمدة فاس، الخطاب، مفاجآت من العيار الثقيل، حيث كشف عن “حقائق صادمة” حول مقاطعة زواغة، واتهم بعض المسؤولين بـ “التقصير والإهمال“. وقد أثارت تصريحات الخطاب ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض “كشفاً للحقائق”، فيما رأى فيها آخرون “تصفية حسابات سياسية”.
غياب دور السياسيين:
وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة، عبر العديد من سكان مدينة فاس عن استيائهم من “غياب دور السياسيين” في حل مشاكل المدينة، وتلبية احتياجات المواطنين. وقد دعا البعض إلى ضرورة “تفعيل دور المنتخبين”، و”إشراك المواطنين” في صنع القرار.
تساؤلات حول مستقبل المشهد السياسي في فاس:
تطرح هذه الأحداث المتتالية تساؤلات حول مستقبل المشهد السياسي في مدينة فاس، وقدرة الأحزاب والتحالفات على تجاوز الخلافات، وتقديم حلول ملموسة لمشاكل المدينة. ويبقى السؤال المطروح: هل ستشهد فاس تغييرات جذرية في الفترة المقبلة؟ أم أن الأوضاع ستظل على حالها؟