مرة أخرى، تجد مقاطعة سايس بمدينة فاس نفسها في قلب المعاناة، حيث يئن سكانها تحت وطأة مشاكل متراكمة وفضيحة مدوية تكشف عن واقع مرير. فالحفر المهترئة المنتشرة في شوارعها، والفوضى التي يعيشها سائقو مختلف أنواع المركبات في ظل غياب تام للمراقبة والتتبع، كلها عوامل تزيد من حدة التذمر والاستياء لدى الساكنة.
وفي الوقت الذي تستعد فيه المدينة لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى، في إطار الجهود الجبارة التي يبذلها والي جهة فاس مكناس للارتقاء بمستوى مدينة فاس والجهة عموماً، تظل مقاطعة سايس غارقة في مشاكلها. فحفر الشوارع أصبحت سمة بارزة، وعلى رأسها تلك الحفرة العميقة بشارع القرويين بحي النرجس، والتي أصبحت حديث الخاص والعام. ولا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل العديد من الحفر الأخرى المنتشرة في مختلف أرجاء المقاطعة، والتي دفعت أحد السائقين إلى التعبير عن الوضع قائلاً بتهكم مرير: “خصنا نقزو ماشي ندوزو في هاد الحفرة”. أما أحد المواطنين من حي النرجس، فقد عبر عن سخطه بطريقة أكثر بلاغة، قائلاً: “حفرة نغرسو فيها الزيتون”، في إشارة واضحة إلى عمقها وإهمالها.
إن هذا الوضع المقلق يطرح تساؤلات جدية حول دور الجهات المسؤولة في صيانة البنية التحتية وتوفير بيئة سليمة وآمنة لسكان مقاطعة سايس. ففي الوقت الذي تشهد فيه مدينة فاس تحركات إيجابية نحو التنمية والازدهار، يبقى هذا الجزء الحيوي من المدينة يعاني من التهميش والإهمال.
إن سكان مقاطعة سايس يتطلعون إلى تحرك جاد وملموس من قبل المسؤولين، وإلى وضع حد لهذه المعاناة التي طال أمدها. فهم يستحقون العيش في بيئة حضرية لائقة، تتسم بالسلامة والنظافة، وتواكب التطلعات نحو مستقبل أفضل للمدينة ككل. فهل ستستجيب الجهات المعنية لنداء الساكنة، وتعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.