قال الدكتور باكاري سامبي، مدير معهد تمبكتو، وهو مركز للتفكير والدراسات حول قضايا السلام، مقره بدكار، إن ”أي تقارب وأي جهد مشترك لتوطيد الثقة بين مدريد والرباط محط ترحيب”.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تعليقا على الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء المغربية، الذي عبر عنه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز في رسالة بعث بها إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضاف أن “التهدئة وتعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا هو فرصة جديدة للسلام الدائم سواء في شمال إفريقيا أو في بقية القارة”.
ولاحظ أن “نوعية العلاقات بين الرباط ومدريد كانت على الدوام، مؤشرا حاسما في النهوض بقضية السلام”، مشيرا إلى أن “المغرب وإسبانيا يتحملان مسؤولية جسيمة في تشكيل طرفي صلة الوصل بين إفريقيا وأوروبا”.
وأضاف أنه من أجل كتابة صفحة جديدة طال انتظارها في العلاقات الإفريقية الأوروبية، يجب على المغرب وإسبانيا القيام بدورهما بشكل كامل ومسؤول”، مشيرا الى أنه يجب أن تصبح الثقة المتبادلة والشفافية مبادئ لعلاقة جديدة بين البلدين”.
وقال الدكتور باكاري سامبي إن “الخطوات الحاسمة التي اتخذها البلدان في الأيام الأخيرة تطمئن إلى إمكانية التوصل إلى حل نهائي من خلال الحكم الذاتي (في الصحراء) الذي أظهر المغرب دائما على أنه منفتح واستباقي”.
وبالنسبة لمدير معهد تمبكتو ، فإن “هذه التطورات الهامة تظهر أن مدريد والرباط قد بدآ في دمج حقيقة أن حسن الجوار هو رهان أساسي للأمن الجماعي بين إفريقيا وأوروبا“.
وقال إن هذه المبادرات التي تعزز معسكر السلام في المنطقة “تستحق المزيد من الدعم الدولي الحازم لمصلحة الاستقرار والتنمية المستدامة في ضوء التحديات المشتركة التي تحتاج إلى التآزر والذكاء الجماعي أكثر من أي محاولة لإحياء التوترات غير الضرورية وغير المرغوب فيها في المنطقة”.
وأضاف أن “إفريقيا وأوروبا مرتبطتان بمقتضيات الأمن الجماعي التي لا تنفصل عن الحاجة إلى بذل جهود مشتركة“، قائلا “هناك مثل إفريقي يقول: من لا يمكن فصلهم سيكون من مصلحتهم السير معا“.
وكان السيد بيدرو سانشيز قد أكد في الرسالة التي وجهها أمس الجمعة إلى جلالة الملك بأن “إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف” المتعلق بالصحراء المغربية.
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية أنه “يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب”، مشددا على “الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.
وردا على رسالة بيدرو سانشيز، أكد المغرب أنه يثمن عاليا المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية.