ليلى فاكر
يرتبط رمضان في الذاكرة الشعبية المغربية بتقاليد وعادات متنوعة تلتقي كلها في الاحتفاء بهذا الضيف العزيز، وتسعى الأسر بشتى الوسائل لتحبيب الأطفال في الصيام وربطهم بهذا الركن الديني، لذلك يكون أول يوم صيام للطفل يوما مميزا وحدثا عائليا مهما.
تزين الطفلة الصائمة لأول مرة بزينة العروس وتلبس قفطانا وتاجا على الرأس وتنقش يداها بالحناء، أما الطفل فيلبس جلبابا أو “جبادورا” وطربوشا وتخضب يده بالحناء على شكل دائرة صغيرة.
وفي شمال المغرب، تضع الأم قطعة نقود وسط الأكل أو كأس حليب، أو يحاط الكأس بدملج من فضة وأوراق نقدية قبل أن يبدأ به الطفل الصائم فطوره.
وبعض الأسر تجعل الطفل يتسلق سلما خشبيا قبل الإفطار دلالة على تقربه من الله وصعوده الروحي بالصيام. ومن بين التقاليد الأصيلة التي بدأت تتراجع، ما يسمى بسبع حراير، إذ تقوم أُم الطفل قبل أذان المغرب بجلب زبدية حساء “الحريرة” -وهو أهم طبق في رمضان- من 7 جيران وتمزجها لتقديمها في مائدة أول صيام للطفل.
ورغم تراجع هذه الممارسة الطفولية فإن الذاكرة الجماعية ما زالت تحتفظ بها، وتسترجعها خلال الجلسات العائلية، وينقلها الكبار شفاهة للجيل الجديد، في حنينٍ لأيام رمضان الماضية.