“هناك مجهودات يتم القيام بها من قبل المسؤولين، لكن الساكنة تتطلع للأفضل”، هكذا يقول مواطن لـ”فايس بريس”، وهو ينظر إلى نصف الكأس المملوءة تجاه الأوضاع في مدينة فاس. المواطن تحدث، عن مجهودات يتم القيام بها في قطاع النظافة، لكن النقائص كثيرة والمواطن ينبغي أن يساهم بدوره في الجفاظ على هذه التجهيزات.
هذه النظرة المتفائلة لا يشاطرها الكثير من المواطنين الذين تم الاستماع إليهم. “فاس تسجل تراجع في عدد من المجالات، وهو ما يظهر في قطاع النقل الحضري والنظافة”، يورد مواطن آخر وهو يستحضر ملفات يتابع فيها مجموعة من الأعضاء في المجلس الجماعي والتي تتعلق بملفات فساد إداري ومالي، وأخرى لها علاقة بالنصب والاحتيال والذبيحة السرية والتسويق الهرمي والارتشاء في حالة تلبس.
وكان العمدة التجمعي بنفسه قد أكد، في تصريحات للجريدة، على هامش آخر دورة للمجلس عقدت في بداية ماي الجاري، أن قطاع النظافة يعاني من وضع كارثي، وتحدث، في هذا السياق، عن صمود العمال. وقال إن الجماعة ستطلق صفقة جديدة بدفتر تحملات جديدة. البقالي وعد بدخول آليات متطورة في هذا المجال، كما وعد بإعلان فاس مدينة نظيفة في سياق الترتيبات لاحتضان كأس العالم 2030.
ورغم التدابير التحكيمية التي تم الإعلان عنها لتصحيح وضع حافلات النقل الحضري وإفلاسها، إلى أن القطاع لا يزال يعاني من تدهور فظيع من حيث الأسطول المتهالك وبأعداد غير كافية. هناك العشوائية في كل شيء، وانتشار مظاهر الفوضى، ونقص كبير في المناطق الخضراء، ونقص في الاستثمارات، وغياب تدخلات ناجعة لمختلف المسؤولين، يشير عدد من الذين تم الاستماع إلى تصريحاتهم.
“المجلس الجماعي الحالي ليس في مستوى المدينة”، يسجل المواطن ذاته وهو يوجه انتقادات حادة لحصيلته ولما تعرفه دوراته كل مرة من اندلاع مناكفات كلامية بين أعضائه. الوضع يستدعي من المصالح إعلان حالة استنفار لبدء الاستعدادات لاستقبال مونديال 2030، ولكن كذلك لتقديم خدمات في المستوى للمواطن المحلي، وتكريس جاذبيتها على المستوى السياحي، خاصة بالنظر لرمزيتها السياحية والتاريخية، في ظل تحولات تنموية كبيرة تشهدها عدد من المدن، كما هو الشأن بالنسبة للرباط وطنجة ومراكش وأكادير.
معالجة الملفات الحارقة بفاس..مواطنون يرسمون ينتقدون “الوعود الزائفة” ويطالبون بتدخلات ناجعة
